غير ، وإذا قلت أكلت من هذا الخبز الجيّد المطبوخ كان من بيانيّا والجيّد المطبوخ مفعولا.
ثمّ ان كانت (مِنَ) للبيان فالرزق بمعنى المرزوق على أنّه مفعول لأخرج ، و (لَكُمُ) في موضع الصّفة و (مِنَ الثَّمَراتِ) حال عنه مقدّم عليه ، ويحتمل بعيدا جدّا كون المفعول الضمير المجرور بالباء على أن تكون للتعدية لا السببيّة ، ومن الثمرات حالا عن الضمير ورزقا مفعولا لأجله ، لكنّه ضعيف لفظا ومعنى من وجوه لا تخفى ، وان كانت للتبعيض فرزقا منصوب على التعليل ، أي لان يرزقكم أو على المصدر بتقدير الفعل ، ويحتمل الحال بناء على كونه بمعنى المفعول ، وعلى كلّ حال فقوله (مِنَ الثَّمَراتِ) في موضع المفعول به ، اي بعض الثمرات وأمّا ما توهّمه الطيبي (١) والسيوطي من أنّه إذا قدرت من مفعولا كانت اسما ففساده واضح جدّا ، فانّ المراد كون الجار والمجرور في موضع المفعول بالواسطة.
الثمرة وإطلاقاتها
والثمرات جمع ثمرة بالتّاء ، قال الفيّومي (٢) : الثمر بفتحتين والثمرة مثله فالأوّل مذكر ويجمع على ثمار مثل جبل وجبال ، ثمّ يجمع الثمار على ثمر مثل كتاب وكتب ، ثمّ يجمع الثمر على أثمار مثل عنق وأعناق ، والثّاني مؤنث والجمع ثمرات ، مثل قصبة وقصبات ، والثمر هو الحمل الّذي تخرجه الشّجرة سواء أكل أم لا.
__________________
(١) الطيبي : الحسن بن محمد بن عبد الله المفسّر له شرح على كتاب «الكشاف» ، توفّي سنة (٧٤٣).
(٢) الفيّومي : ابو العباس احمد بن محمد بن أبي الحسن اللغوي المقرئ صاحب مصباح المنير توفي بعد سنة (٧٧٠) ه