أقول : ويطلق على الشجرة وكلّ ما تنبته الأرض والذّهب والفضّة وأنواع المال والنسل والولد كما في «القاموس» وغيره ولعلّ الاولى الحمل على الجميع ولو بعموم المجاز أو غلبته فيما له نفع ، ومنه قولهم فيما لا نفع له : ليس له ثمر كما في «المصباح» وغيره وقضيّة اللّام الاستغراق وعلى هذا فيسقط السّؤال عن إيثار الثمرات على الثّمار مع كون الأولى للقلّة والأولى بالمقام الكثرة فإنّ المعرّف بلام الاستغراق يفيد العموم الجمعي ، مع أنّ كثيرا من علماء الأدب والمعتنين بحفظ لغات العرب قد أنكروا القاعدة على أنّ بين الفارقين في خصوص الجمع بالألف والتّاء اختلافات كثيرة والجمهور على الاشتراك وعلى الوجهين ورد في القرآن ففي آية الصّيام (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) (١) وفي غيرها (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) (٢) مع أنّه قد يجاب أيضا بأنّ المراد بها جماعة الثمرة الّتي في قولك : فلان أدركت ثمرة بستانه تريد ثماره ، ويعضده قراءة محمد بن السّميفع من الثمرة على التوحيد ، وبأن الجموع تتعاود بعضها موقع بعض لالتقائهما في الجمعيّة كما وقعت القلّة موضع الكثرة في قوله : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ) (٣) والكثرة موضع القلّة في قوله : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) (٤) ، وبأنّ المقصود التنبيه على قلّة ثمار الدّنيا اشعارا بتعظيم أمر الآخرة.
(فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) متعلّق بقوله : (اعْبُدُوا) بان يكون نهيا متفرّعا على
__________________
(١) البقرة : ١٨٤.
(٢) البقرة : ٢٠٣.
(٣) الدخان : ٢٥.
(٤) البقرة : ٢٢٨.