لا تشركوا ، فلا يرد أنّ ذلك إنّما يجوز إذا كان في الترجّي شائبة من التمنّي أبعد المرجوّ من الوقوع مع أنّ لعلّ مستعارة للإرادة الّتي فيها ترجيح طرف الوجود ، وذلك لما سمعت ونظيره في اعتبار الصورة ورعاية التّنبيه قولك لمن همّك همّه : ليتك تحدّثني تتفرج عنّي بالنّصب فانّه ليس تمنيا حقيقة لكن أجري عليه حكمه ونبّه به على تقصيره في التّحديث ، وأمّا على اشتراك «لعلّ» مع أشياء السّتة في كونها غير مثبّتة حيث إنّ المطلوب بها غير موجود عند ذكرها ففيها حظر الوجود والعدم فأشبهت الشرط ولذا استحقّت الفاء ويحمل التقوى حينئذ على الاتقاء عن العذاب كيلا يأبى جعل عدم الأنداد نتيجة لها محصولة قبلها مع أنّه يمكن ارادة نفي الأنداد في الطاعة أو بقوله الّذي جعل باعتبار الابتداء بالموصولة واخبر عنه بالنّهي على تأويل مقول فيه لا تجعلوا ، وأدخلت الفاء على الجملة لتضمّن المبتدأ معنى الشّرط كقولك الّذي ياتيني فله درهم ، ولعلّ الأولى على فرض تعلّقها بالموصول رفعه مدحا على أنّه خبر لمحذوف على ما مرّ ، فيكون نهيا مترتّبا على ما تضمّنته تلك الجملة والمعنى هو الّذي خلقكم وخلق أصولكم وأرزاقكم فلا تعبدوا غيره ولا تشركوا به شيئا.
في تفسير كلمة الأنداد
والندّ المثل والعدل قال حسّان (١) :
أتهجوه ولست له بندّ |
|
فشرّكما لخيركما الفداء |
__________________
(١) حسّان بن ثابت الشاعر المتوفى سنة (٥٤) عن مائة وعشرين سنة كأبيه وجدّه.