وأضاف العبد إلى نفسه تكريما وتشريفا له وتنويها بذكره ، وتنبيها على شدّة اختصاصه صلىاللهعليهوآله به سبحانه ، وإن ما ظهر منه من الدّعوة والرّسالة وسائر الشؤون فإنّما هو بأمره وإيجابه فمن أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله.
وقرء عبادنا يريد محمّدا صلىاللهعليهوآله واوصيائه المعصومين الّذين هم مهابط الوحي ، وخزّان العلم ، وحملة الكتاب ، وهم المخصوصون بعلمه ومعرفة ظاهره وباطنه ، وتنزيله وتأويله ، وحقائقه وأسراره.
ولذا أضيف إليهم مع ما قرّر في محلّه من اتّحادهم له صلىاللهعليهوآله في عالم الأنوار قبل النّشأة البشريّة والكسوة العنصريّة إلّا أنّه صاحب التّنزيل وعليّ صاحب التأويل.
وأمّا ما يقال (١) : من أنّه أراد محمّدا وأمّته فإنّما هو ناش من العمى والقصور (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) ... (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) (٢).
العبد وشرافته
وأمّا حقيقة العبوديّة فقد مرّ الكلام فيها في تفسير الفاتحة ، وهذا الإسم من أشرف أسمائه الشريفة ، وأخصّ ألقابه المنيفة ، ولذا قدّمه في تشهد الصلاة على الرّسالة.
ويضاف في إطلاقه عليه مرّة إلى الاسم المقدّم الجامع وهو الله كقوله : (وَأَنَّهُ
__________________
(١) الكشّاف للزمخشري ج ١ ص ٩٧.
(٢) سورة النور : ٤٠.