عند الجوع ، وإذا أكلت فكل حلالا وسمّ الله ، واذكر حديث الرسول صلىاللهعليهوآله : ما ملأ آدميّ وعاء شرّا من بطنه ، فإن كان ولا بدّ فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ، وأمّا اللّواتي في الحلم فمن قال لك : إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل : إن قلت عشرا لم تسمع واحدة ، ومن شتمك فقل له : إن كنت صادقا فيما تقول فاسأل الله أن يغفر لي ، وإن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك ، ومن وعدك بالخناء فعده ، بالنصيحة والدّعاء ، وأمّا اللّواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت وإيّاك أن تسألهم تعنّتا وتجربة ، وإيّاك أن تعمل برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا واهرب من الفتيا هربك من الأسد ، ولا تجعل رقبتك للنّاس جسرا ، قم عنّي يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد عليّ وردي ، فإنّي امرء ضنين بنفسي (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) (١).
قوله : إيّاك أن تأكل ما تشتهيه في بعض النّسخ : ما لا تشتهيه ولكلّ وجه ، وقد تقدّم شطر من الخبر عند تفسير قوله : إيّاك نعبد مع بعض الكلام في شرحه وفي هذين الخبرين الشّريفين كفاية وبلاغ (لِقَوْمٍ عابِدِينَ).
تفسير (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)
أمر للتعجيز يظهر به عجزهم عن آخرهم عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه ، مع شدّة حرصهم وغاية أنفتهم وحميّتهم ، وتوفّر دواعيهم على المعارضة والمناقضة ، وهم العرب الغرباء ومصاقع الخطباء ، فأفحموا حتّى كأنّهم أبكموا ، وقد سمعت في المقدّمة العاشرة تمام البيان في وجوه إعجاز القرآن كما أنّه قد مرّ في غيرها الكلام في اشتقاق السّورة ومعناها.
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١ ص ٢٢٤ ـ ٢٢٦.