طرفي الآية.
وكما في قول الصادق عليهالسلام لابن أبي العوجاء : إن كان الأمر كما تقول وهو كما نقول نجونا وهلكتم وإن كان الأمر كما تقولون وهو ليس كما تقولون كنّا وإيّاكم شرعا سواء ولا يضرّنا ما صلينا وصمنا وزكّينا وأقررنا (١).
والصدق هو الإخبار المطابق ، وقيل : منع اعتقاد المخبر أنّه كذلك ، وستسمع إن شاء الله تعالى تمام الكلام في سورة المنافقين.
والآية دليل على صحة نبوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآله وانّ الله تعالى تحدّى بالقرآن وببعضه على ما مرّ التقريب في المقدّمات في باب وجوه اعجاز القرآن.
تفسير الآية (٢٤)
(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ)
تقريع وتبكيت وتهكّم وتعجيز وعظة ووعيد وإعجاز بعد إعجاز بوجوه من الإيجاز وذلك انّه سبحانه لما أرشدهم إلى ما هو قضيّة عقولهم من الجهة الّتي يتعرّفون بها أمر النبي صلىاللهعليهوآله وما جاء به حتّى يعثروا على حقيّته وصدقه ويضطرّهم عقولهم إلى تصديقه بعد النّظر في معجزته وعجزهم من الإتيان بمثلها ولو مع الاستظهار بمن شاء من الانس والجنّ قال لهم ، فإذا لم تعارضوه وظهر عجزكم جميعا عن الإتيان بشيء ممّا يساويه أو يدانيه فقد صرّح لكم الحق عن محضه واستدار الصّدق على قطبه واضطرّكم عقولكم إلى وجوب التصديق به ، فاتركوا العصبيّة وجانبوا الحميّة الجاهليّة وآمنوا به وخافوا العذاب المعدّ لمن كذّب فكانّه
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٣ ص ٣٥ عن الاحتجاج.