العقل حين خلقه الله وانهى إليه علمه ثمّ كان حين كان في مقام أو أدنى أي بل أدنى أشهده خلق نفسه وعرّفه إيّاها فهنالك عرف ربّه وبالجملة أشهده تعالى ليلة المعراج كلّ شيء في أوّل وقت كونه إلى آخر انتهائه وانهى إليه علمه من جميع ما كانت وما يكون ممّا هو محتوم الكون من الدّنيا والآخرة إلّا أنّه في جريتين كما أشار صلىاللهعليهوآله في حديث العيون المذكور في المعراج قال في شأن البراق حين سار عليها ليلة المعراج فلو أن الله تعالى اذن لها لجالت الدّنيا والآخرة في جرية واحدة فلمّا لم يأذن لها إلّا في جريتين جالت الدنيا في جرية والآخرة في جرية فافهم الإشارة.
وقوله : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) صلة بعد صلة بلا عاطف على قياس ما يقع في الأخبار والصّفات ، وفيه تسجيل على كفرهم ، وتنبيه على أنّ النّار الممتازة عن غيرها بأنّها تتّقد وتشتدّ لهبها بالنّاس والحجارة معدّة لهم ، فانّها جعلت عدّة لعذابهم.
أو استيناف ولو بمعونة أن عطف عليه (وبشّر) مبنيّا للمفعول على قراءة زيد ، أو حال لازمة بإضمار (قد) من النّار ، لا من ضمير (وَقُودُهَا) ، ولو على المصدريّة لحصول الفصل بين الحال وصاحبها بالأجنبي ، الّذي هو الخبر ، بخلاف الفاصل بينهما على الأوّل لأنّه صفة لصاحب الحال ، والأجود الأوّل.
وقرئ أعتدت بالبناء للمفعول من العتاد بمعنى العدّة قال «في القاموس» العتيد الحاضر المهيّأ ، والمعتد كمكرم المعدّ وقد عتد ككرم عتادة وعتادا.
في أنّ نار جهنّم مخلوقة
وفي الآية دلالة على أنّ النّار مخلوقة معدّة لهم حين نزول القرآن كما عليه جمهور المسلمين إلّا شرذمة من المعتزلة فانّهم يقولون سيخلقان في القيامة ، ولا