يبعث على فعل الطاعة وترك المعصية فيكون لطفا واجبا عليه سبحانه وبأنّ المدح على فعل الطّاعة والذّم على المعصية دائمان إذ لا وقت إلّا ويحسن فيه مدح المطيع وذم العاصي وهما معلولا الطاعة والمعصية فيجب دوام الثواب والعقاب لقضية العليّة ، وبأنّ الثواب لو كان منقطعا يحصل لصاحبه الألم والعقاب والعقاب لو كان منقطعا يحصل لصاحبه السرور بالانقطاع فيكون نقضا للغرض.
وستسمع ان شاء الله تمام الكلام فيها وفي دفع شبهات المنكرين وبيان سبب الخلود من النيّة وغيرها عند التعرّض لخلود أصحاب النّار فيها نستجير بالله تعالى منها.
تفسير الآية (٢٦)
(إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً)
لما افتتح بذكر الكتاب وأصناف النّاس في الانتفاع به وعدمه ، وأردفه بما عليه أساس الكتاب بالإرشاد إلى دلائل التوحيد واثبات حقيقة الكتاب ونبوّة من أتى به لئلا يكون الكلام خطابيّا مجرّدا ، ورتّب عليه وعيد المنكر ووعد المقر ، أشار إلى الجواب عن بعض شبه المنكرين من الجهلة والسفهاء والمعاندين من أهل المراء ومقلدة الأهواء ، وساقه مساق أمر واضح البطلان غير خاف فساده على من لاحظ العيان وراجع الوجدان تنبيها على أنّ الشقوة لازمة بهم و (حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ، مع ما فيه من التنبيه على أنّه لم تبق لهم شبهة فضلا عن حجّة حتّى تعلّقوا بما هو واضح الفساد والإشارة إلى تقرير ما قدّمه من اختصاص المتقين بكونه هدى لهم دون غيرهم.
ومنه يظهر أنّ هذا الكلام حقيق بالذكر في المقام سيّما مع ما فيه من إزاحة