للناشي عن مجرد الجحود والعناد ، وإن اقترنه مطابقة الإعتقاد كما قال : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) (١) ، و (ما ذا) كلمتان ف «ما» استفهامية مرفوع المحل بالابتداء ، و «ذا» بمعنى الّذي وما بعده صلته ، وموضعه الرفع على أنّه خبر المبتدأ أو كلمة واحدة بمعنى أيّ شيء منصوب المحل بأنّه مفعول (أَرادَ) فهي في حكم ما وحده ، والصّواب في الجواب الرفع على الأوّل كما في قوله : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (٢) والنصب على الثاني كما في قوله : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) (٣) لمطابقة الجواب للسؤال فيهما ، وقد يحتمل عكس ذاك وان لم يكن الأصوب كما تقول في جواب من قال : ماذا رأيت : خيّر أي المرئي خير ، وفي جواب ماذا الّذي رأيت؟ : خيرا أي رأيت خيرا ، ولذا قرأ (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) (٤) بالرفع والنصب على التقديرين و (مَثَلاً) منصوب على الحال كقوله : (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) (٥) أو على التمييز كقولك لمن يطلب تجارة خاسرة : كيف تنتفع بها تجارة أو على القطع بتقدير أعني ونحوه ، والمراد بالاستفهام في المقام ليس على حقيقته ، بل إنّما قصدوا الاسترذال والاستحقار.
حقيقة الإرادة والكراهة
والارادة ضد الكراهة ، وهي فينا كيفيّة نفسانية تحدث عقيب تصوّر الشيء
__________________
(١) النحل : ١٤.
(٢) النحل : ٢٤.
(٣) النحل : ٣٠.
(٤) البقرة : ٢١٩.
(٥) الأعراف : ٧٣.