راجحا إلى بعض الوجوه المتقدّمة إلّا أنا قد نبّهنا عليه بالخصوص لما ورد في تفسيره من الخبر الّذي رواه في البحار عن تفسير فرات عن الباقر عليهالسلام في قوله : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (١) قال : هو علي بن أبي طالب والأوصياء من بعده وشيعتهم ، وأمّا قوله : (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) قال : هو أمير المؤمنين (٢) يضلّ به من عاداه ويهدي به من والاه (وَما يُضِلُّ بِهِ) يعني عليّا (إِلَّا الْفاسِقِينَ) يعني من خرج من ولايته فهو فاسق (٣).
في الهداية وأقسامها
بقي الكلام في المراد بالهداية في أمثال المقام وان مرّ فيها فيما تقدّم بعض الكلام وقد استعمل على وجوه :
منها الدلالة والبيان والإرشاد إلى الخير كقوله : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) (٤) (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (٥) (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) (٦) ، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الظّاهرة في ارادة مجرّد البيان واراءة الطريق منها أخذ بها أم لا.
ومنها : الدّعاء إلى الخير أو مطلقا كقوله : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ
__________________
(١) البقرة : ٢٥.
(٢) في البحار : قال : فهو علي بن أبي طالب عليهالسلام
(٣) بحار الأنوار ج ٣٦ ص ١٢٩ ـ ١٣٠.
(٤) البقرة : ٣٨.
(٥) الإنسان : ٣.
(٦) فصلت : ١٧.