وذلك إنّما يكون بالفناء في الله بالكلّية وهو مقام الحقيقة ، قال الله تعالى : (قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ) (١).
الى غير ذلك من الأقوال والاحتمالات الّتي لا شاهد على شيء منها.
البحث السابع
احكام الحروف وعوارضها
في مستطرفات من أحكام تلك الحروف وعوارضها وهي أمور :
منها : أنّها وإن اشتهرت بالحروف إلا أنّها أسماء لمسمّياتها الّتي تتركّب منها الكلم لما هو واضح من دخولها تحت حدّ الاسم ، واعتداد ما يختصّ به من التعريف والتنكير ، والجمع ، والتصغير وغيرها عليها ، فكما أنّ الإنسان موضوع للمهيّة المعيّنة لها أفراد خارجيّة ، فكذلك الجيم مثلا اسم لمهيّة الحرف المفرد البسيط المعلوم الصادق على الحرف الأوّل من جعفر ، وجاء ، وجعل ، ونحوها.
ومن هنا قيل : إنّها من اسماء الأجناس لا من الأعلام الشخصيّة ، ولا أظنّ أحدا ينكر اسميّتها.
وبه صرّح الخليل حيث سأل أصحابه : كيف تنطقون بالجيم من جعفر؟ فقالوا : جيم ، فقال : إنّما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسئول عنه ، والجواب (ج) ، لأنّه المسمّى.
بل قد يحكى الصريح به عن غير واحد من الأدباء.
وأمّا ما يحكى عن متقدّمي النحاة من تسميتها حروفا فمحمول على ضرب
__________________
(١) الأنعام : ٩١.