دخول التنوين وسقوط الألف لالتقاء الساكنين ، كما نبّه عليه نجم الائمة (١) ، وغيره.
قالوا : وأمّا (زاي) فهو على ثلاث أحرف آخرها الياء كالواو ، أعربته أو لم تعرب ، وفيه لغة أخرى : (زي) نحو كي ، فإذا ركّبتها او أعربتها تزيد عليها ياء ، فتقول : كتبت زيّا بالتشديد كما يشدّدون في كل كلمة ثنائية ثانيها حرف علّة إذا أعربوها ، نحو (لو) و (في) و (هو) و (هي) ، فتقول : كتبت لوّا (٢) ، وهذه فيّ ، بالتشديد فيهما.
أقول : وفيه لغات آخر أشار إليها في القاموس ، قال : والزاي إذا مدّ كتب بهمزة بعد الألف ، ووهم الجوهري ، وفيه لغات : الزاي ، والزاء ، والزا ، والزيّ كالعليّ ، وزي نحو كي ، وزا منونة.
وما اعترض به على الجوهري هو قوله : يمدّ ويقصر ، ولا يكتب إلا بياء بعد الألف.
ومنها : أنّهم قد قرّروا في أسماء حروف الهجاء أنّها لا تخلو إمّا أن يقصد بها نفس الأسماء ، أو مسمّياتها الّتي هي مصاديق أسمائها أو غير ذلك من المعاني الّتي سمّيت بها ، كما لو سمّي رجل بشيء من الحروف المفردة أو المركبة.
فعلى الأوّل يجب الإتيان بالاسم كتبا ولفظا ، فيقال : كتبت ألفا ، ورأيت جيما.
وعلى الثاني يؤتى بالحرف المفرد خطّا ولفظا لأنّه المسمى حقيقة ، فإذا قيل : اكتب : جيم ، فالمراد أول حرف من حروف جعفر وهو (ج) فإنّه هو المصداق لمفهوم مسمّاه ، وكذا عند النطق به وإن وصل به هاء السكت حينئذ حذرا من الوقف على
__________________
(١) هو رضي الدين محمّد بن الحسن الأسترابادي النحوي المحقّق توفّي سنة (٦٨٦) ه
(٢) نحو قول الشاعر كما في البهجة المرضية للسيوطي :
ألام على لوّ وإن كنت عالما |
|
بأذناب (لوّ) لم تفتني أوائله |