يتحقّق له في مرتبة الجمعيّة الكليّة والجامعيّة الربانيّة والكليّة الالهيّة بحيث لا يشغله شأن عن شأن ولا يحجبه ناسوت عن ملكوت فيتجاوز حينئذ عن أفق الملائكة ، فهو النسخة الجامعة لحقائق الملك والملكوت ، والمظهر الكلّي لحضرة الرحموت ، والمعجون المركب من القبضات المأخوذة من عالم الملكوت في صقع النّاسوت.
قال مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام : «إنّ الله تعالى ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة وركّب في البهائم شهوة بلا عقل وركّب في بني آدم كلتيهما فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم» (١).
وفي تفسير الإمام عليهالسلام : إنّي أعلم من الصلاح الكائن فيمن أجعله بدلا منكم ما لا تعلمون ، وأعلم ايضا أنّ فيكم من هو كافر في باطنه لا تعلمونه وهو إبليس لعنه الله (٢).
بسط في المقام للاشارة إلى عصمة
الملائكة عليهمالسلام دفعا لبعض الأوهام
اعلم أنّ المشهور الذي عليه الجمهور هو عصمة الملائكة من صغائر الذّنوب وكبائرها بلا فرق بين الملائكة الأرضيّة والسّماويّة ، بل ادّعى كثير من الفرقة المحقّة عليه الإجماع ووافقهم عليه أكثر المخالفين ، واستدلوا عليه بأنّ المعصية في الحقيقة
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٦٠ ص ٣٩٩ ـ عن علل الشرائع ج ١ ص ٥.
(٢) تفسير البرهان : ج ١ ص ٧٣ عن تفسير الامام عليهالسلام.