عن سؤالهم عمّا لا يعلمونه ، او معناه السّرعة إليه والخفة في طاعته على ما صرّح به في «القاموس» أخذا له من السباحة للقوم ، ومنه السابحات للسفن ، أو أرواح المؤمنين أو النجوم.
و «لا» لنفي الجنس تفيد بنفيه نفي جميع الإفراد ، والظّرف بمتعلّقه في موضع الرّفع على الخبريّة ، والموصول بدل من اسم «لا» والعائد محذوف ، و «أنت» فصل فلا موضع له من الاعراب ، أو مبتدأ خبره «العليم الحكيم» والجملة خبر إنّ أو تأكيد للكاف كما في قولهم : مررت بك أنت.
تفسير الآية (٣٣)
(قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ)
أخبرهم بالحقائق الكلّية الّتي لم تزل محجوبة عنهم ، والمعارف اليقينيّة الّتي لم تنكشف لهم ممّا لديهم من العلوم الخاصّة بهم ، والطرق الموصلة لهم إلى معرفته كي يعرفوا جامعيّتك بين الصفات المختلفة والأسماء المتباينة وقابليّتك للخلافة الكلّية والموهبة الرّبّانيّة وظهور أنوار الأنبياء والأولياء سيّما نبيّنا خاتم النّبيّين وآله الطيّبين صلّى الله عليهم أجمعين من صلبك في هذا العالم الجسماني الّذي هو مجمع التّضاد ومطرح الاشعّة.
وقريء بقلب الهمزة ياء وبحذفها ، والهاء فيهما مكسورة ، وهما من الشواذ ، بل وكذا ما يحكى عن ابن عامر (١) من تفرّده بكسر الهاء مع الهمزة كما عن بعض
__________________
(١) هو عبد الله بن عامر أبو عمران الدمشقي أحد القرّاء السبعة ، ولي قضاء دمشق في خلافة