نبيّنا وآله وعليهالسلام حتّى لجأ إلى إدريس ، فدعى له فرجع إلى مقامه وكما وقع للملك الّذي فتر عن العبادة في عصر النّبي صلىاللهعليهوآله فسقط أيضا من عالم الملكوت ولجأ إلى الحسين عليهالسلام فتمسّح به ورجع ببركة الحسين عليهالسلام إلى مقامه ، وأمّا الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام فهم قد فعلوا أفعال الملائكة مع اتّصافهم بالقوى الحيوانيّة فهم أفضل من الملائكة كما انعقد عليه إجماعنا ، ومن ثمّ كان العامل منا بما يطيق من انواع العبادات أفضل من الملائكة كما ذهب إليه بعض الأصحاب ودلّت عليه بعض الاخبار (١).
أقول : وهذا الكلام لا بأس به غير انّ نسبة ترك العبادة واستحقاق العقوبة إلى الملائكة الّذين قامت ضرورة المذهب على عصمتهم ، ليس ممّا ينبغي ، وأمثال تلك الأخبار على فرض صحتها لها وجه آخر سنشير اليه في قصّة هاروت وماروت إنشاء الله تعالى.
نقض وإبرام على دفع حجج
مفضّلي الملائكة على الأنبياء عليهمالسلام
استدلّوا بوجوه من المنقول والمعقول نستقصي الكلام بذكرها والجواب عنها وان كنّا في غنية عن ذلك كلّه ، بعد دلالة الإجماع بل ضرورة المذهب فضلا عمّا سمعت من الآيات والأخبار على ما مرّت الإشارة إليه من تفضيل الأنبياء والائمة عليهمالسلام عليهم.
__________________
(١) الأنوار النعمانية : ج ١ ص ٢١٤ ـ ٢١٥.