حسّان (١) :
ما كنت احسب هذا الأمر منصرفا |
|
من هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن |
أليس اوّل من صلّى لقبلتكم |
|
وأعرف النّاس بالقرآن والسنن |
لكنّه بعيد لتظافر الأخبار على كون السجود لآدم تكريما له وان كان ربما يتحقّق معه ايضا ، وأبعد منه ما قيل من احتمال كونه للتّوقيت أو بمعنى بعد كما احتمل الوجهان في قوله : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) (٢) ، بل ينبغي القطع بعدمه ، فانّ تعلّق السجود بآدم ليس على وجه مجرّد التّوقيت بخلقه والتوجه إليه ، بل كان تكريما له وتعظيما للأنوار المستودعة في صلبه المخصوصة بمقام الخلافة الكلّيّة والفيوض الربانيّة ، ولذا كان تعظيمهم تعظيم الله تعالى شأنه كما قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) (٣).
فلسفة سجود الملائكة لآدم
وروى الصدوق وغيره عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : انّ الله فضّل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقرّبين وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللائمّة من بعدك ، وساق الخبر على ما مرّ إلى أن قال : ثمّ إنّ الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة
__________________
(١) حسّان بن ثابت الانصاري الشاعر توفّي سنة (٥٤) ه عن مائة وعشرين سنة مناصفة في الجاهلية والإسلام ـ شذرات الذهب ج ١ ص ٦٠.
(٢) الإسراء : ٧٨.
(٣) الفتح : ١٠.