هي غيره فليس لكم أن تقيسوا ذلك عليه لأنكم لا تدرون لعلّه يكره ما تفعلون إذ لم يأمركم به.
ثمّ قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله أرأيتم لو أذن لكم رجل دخول داره يوما بعينه الكم أن تدخلوها بعد ذلك بغير امره ، او لكم أن تدخلوا دارا أخرى مثلها بغير امره؟ أو وهب لكم رجل ثوبا من ثيابه او عبدا من عبيده او دابّة من دوابه الكم أن تأخذوا ذلك؟ قالوا : نعم ، قال : فإن لم تأخذوه ألكم أخذ آخر مثله؟ قالوا لا لأنّه لم يأذن لنا في الثاني كما اذن في الأوّل ، قال صلىاللهعليهوآله : فاخبروني آلله تعالى اولى بان لا يتقدّم على ملكه بغير أمره أو بعض المملوكين؟ قالوا بل الله أولى بان لا يتصرّف في ملكه بغير اذنه ، قال : فلم فعلتم ومتى أمركم أن تسجدوا لهذه الصّور؟ قال : فقال القوم سننظر في أمرنا ثمّ سكتوا (١) ، الخبر.
الوجوه المحتملة في «خلق الله آدم على صورته»
أقول : ولعلّ من مثل هذه الأوهام الّتي سمعتها من المشركين سرى الوهم والزيغ إلى قلوب المشبّهين فأوّلوا النبوي المشهور بين الفريقين «انّ الله تعالى خلق آدم على صورته» (٢).
على ما يوافق مرامهم ويطابق كلامهم ، بل قد تمسّك بظاهره فرق من أصحاب الأخدود كالحلوليّة والاتّحادية والقائلين بوحدة الوجود مع انّ المروي من
__________________
(١) الاحتجاج : ص ٢٦ ـ ٢٨.
(٢) عوالي اللئالي : ج ١ ص ٥٣ رقم الحديث ٧٨.