مستطرف من الكلام في طرف من احوال آدم (عليهالسلام)
روى العيّاشي في تفسيره عن جابر عن النّبي صلىاللهعليهوآله قال : كان إبليس اوّل من ناح ، وأوّل من تغنّى ، واوّل من حدا قال صلىاللهعليهوآله : لمّا أكل آدم من الشجرة تغنّى فلما أهبط حدا به ، فلما استقرّ على الأرض ناح فأذكره ما في الجنة ، فقال آدم : ربّ هذا الّذي جعلت بيني وبينه العداوة لم أقو عليه وانا في الجنة وإن لم تعنّي عليه لم أقو عليه ، فقال الله تعالى : السّيئة بالسّيئة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ، قال : ربّ زدني ، قال : لا يولد لك ولد إلا جعلت معه ملكا او ملكين يحفظانه ، قال : ربّ زدني قال : التوبة مفروضة في الجسد ما دام فيها الروح ، قال : زدني قال : أغفر الذّنوب ولا أبالي ، قال : حسبي.
قال : فقال إبليس : ربّ هذا الّذي كرّمت عليّ وفضّلته وان لم تفضّل عليّ لم أقو عليه ، قال : لا يولد له ولد إلّا ولد لك ولدان ، قال : ربّ زدني قال : تجري منه مجرى الدّم في العروق ، قال : ربّ زدني قال : تتّخذ أنت وذرّيتك في صدورهم مساكن ، قال : ربّ زدني قال تعدهم وتمنّيهم وما يعدهم الشيطان إلّا غرورا (١).
وفيه عن الصّادق عليهالسلام قال : ما بكى أحد بكاء ثلاثة : آدم ، ويوسف ، وداود فقلت : ما بلغ من بكائهم؟ فقال : أمّا آدم عليهالسلام فبكى حين أخرج من الجنة ، وكان رأسه في باب من أبواب السّماء ، فبكى حتّى تأذّى به اهل السّماء فشكوا ذلك إلى الله فحطّ من قامته. الخبر (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١١ ص ٢١٢ ح ٢٠ عن العياشي.
(٢) البحار ج ١١ ص ٢١٣ ح ٢١ عن العياشي.