تفسير الصراط المستقيم [ ج ٥ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تفسير الصراط المستقيم

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

تفسير الصراط المستقيم [ ج ٥ ]

واعلم أنه سبحانه ذكّرهم بهذه النعم لوجوه :

أحدها : أنّ في جملة النعم ما يشهد بصدق محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو التوراة والإنجيل والزبور.

وثانيها : أنّ كثرة النعم توجب عظم المعصية ، فذكّرهم تلك النعم لكي يحذروا فخالفه ما دعوا إليه من الايمان بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبالقرآن.

وثالثها : أنّ تذكير النعم الكثيرة يوجب الحياء عن إظهار المخالفة.

ورابعها : أن تذكير النعم الكثيرة يفيد أنّ المنعم خصّهم من بين سائر الناس بها ، ومن خصّ أحدا بنعم كثيرة فالظاهر أنه لا يزيلها عنهم لما قيل : إتمام المعروف خير من ابتدائه فكأن تذكير النعم السالفة يطمع في النعم الآتية ، وذلك الطمع مانع من اظهار المخالفة والعصيان.

فإن قيل : هذه النعم ما كانت للمخاطبين بهذه الآية ، بل كانت لآبائهم فكيف تكون سببا لعظم معصيتهم؟

قيل في الجواب وجوه :

أحدها : لو لا هذه النعم على آبائهم لما بقوا وما كان يحصل هذا النسل فصارت النعم على الآباء كأنّها تعمّ على الأبناء وثانيها : ان الانتساب الى الآباء وقد خصّهم الله تعالى بنعم الدين والدنيا نعمة عظيمة في حق الأولاد.

وثالثها : الأولاد متى سمعوا أنّ الله تعالى خصّ آباءهم بهذه النعم لمكان طاعتهم وإعراضهم عن الكفر والجحود رغب الولد في هذه الطريقة ، لأنّ الولد مجبول على التشبّه بالأب في أفعال الخير ، فيصير هذا التذكير داعيا إلى الاشتغال