وزعم الأخفش (١) والفرّاء (٢) : أنّه محمول على معنى الفعل ، لأنّ المعنى أوّل من كفر به (٣).
وهنا مشكلة أخرى : وهي عدم تطابق الخبر والمبتدأ في الجمع والإفراد في جملة : «ولا تكونوا أوّل»
وأجيبت بأنّ أفعل التفضيل إذا جرّد من «أل» ومن الإضافة ـ أو أضيف إلى نكرة يجب ان يكون مفردا ومذكرا يقول ابن مالك في الفيّته :
وأفعل التفضيل صله أبدا |
|
ب «من» إن جرّدا |
وإنّ لمنكور يضف أو جرّدا |
|
ألزم تذكيرا وأن يوحّدا |
تفسير الآية وباطنها وتأويلها
وفي تفسير العيّاشي عن جابر الجعفي (٤) ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن : (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا
__________________
(١) هو الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء البلخي ، ثم البصري ابو الحسن ، نحوي عالم باللغة والأدب ، وأخذ العربيّة عن سيبويه وصنف كتبا منها «معاني القرآن» مات سنة (٢١٥) ه ، الأعلام : ج ٣ ص ١٥٤.
(٢) الفراء : يحيى بن زياد الديلمي ابو زكريا النحوي اللغوي كان اعلم الكوفيّين في النحو ، مات سنة (٢٠٧) ه هديّة الأحباب : ص ٢١٠.
(٣) الجامع للقرطبي : ج ١ ص ٣٣٣.
(٤) هو جابر بن يزيد الجعفي أبو عبد الله رحمهالله لقي أبا جعفر وأبا عبد الله عليهماالسلام ، وثقه النجاشي وغيره توفي سنة (١٢٨) ه ، وقال يحيى بن معين : مات سنة (١٣٢). جامع الرواة : ج ١ ص ١٤٤.