(وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً)
روي عن ابن عباس أنّه قال : إنّ رؤساء اليهود مثل كعب بن الأشرف وحييّ ابن أخطب وأمثالهما كانوا يأخذون من فقراء اليهود الهدايا ، وعلموا أنّهم لو اتّبعوا محمدا صلىاللهعليهوآله لانقطعت تلك الهدايا فأصرّوا على الكفر لئلّا ينقطع عنهم ذلك القدر المحقّر.
قال الرازي بعد ذكر هذا الكلام عن ابن عبّاس : وذلك لأنّ الدّنيا كلها بالنسبة الى الدين قليلة جدّا ، فنسبتها إليه نسبة المتناهي إلى غير المتناهي ، ثم تلك الهدايا كانت في نهاية القلّة بالنسبة الى الدنيا ، فالقليل جدّا من القليل جدّا أيّ نسبة له الى الكثير الذي لا يتناهى؟ (١)
مسألة فقهية
استدل بعضهم بقوله تعالى : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) على حرمة أخذ الأجرة على كتاب الله تعالى ، بل والعلم أيضا.
قال القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» : قد اختلف العلماء في أخذ الأجرة على تعليم القرآن والعلم لهذه الآية وما في معناها ، فمنع ذلك الزهري ، واصحاب الرأي وقالوا : لا يجوز أخذ الأجرة على تعليم القرآن لأنّ تعليمه واجب من الواجبات التي يحتاج فيها الى نيّة التقرّب والإخلاص فلا يؤخذ عليها أجرة
__________________
(١) مفاتيح الغيب للرازي : ج ٣ ص ٤٢.