بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تفسير الآية ٢٨
(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ)
استفهام فيه إنكار وتعجب ، وتوبيخ لهم على كفرهم ، والخطاب لهم على سبيل الالتفات تسجيلا لكفرهم بما قدّمت لهم أنفسهم.
(وكيف) اسم وضع للسؤال عن الحال الّتي يكون عليها الشّيء ، واشتقّوا منه الكيفيّة كما اشتقّوا الكميّة من الكم على وجه الانتساب ، وإنكار الحال يدلّ على إنكار ذي الحال على وجه أبلغ ، وحيث إنّه حقيقة أو ظاهر ولو بمعونة المقام في السّؤال عن جميع الأحوال فالمعنى أنّه لا يصحّ ولا ينبغي أن يوجد حال ما لكفركم وقد علمتم ذلك بضرورة عقولكم فأخبروني على أيّ حالّ تكفرون والحال أنّكم كنتم أمواتا؟
(وَكُنْتُمْ أَمْواتاً) أعداما محضة لا حظّ لها من التقرير والثبوت بحسب الماهيّة والوجود في شيء من العوالم الكونيّة والإمكانيّة ، كما قال : (أَوَلا يَذْكُرُ