والكروبيّين ، والرّوح الذي هو من أمره سبحانه دون الذي على ملائكة الحجب.
الملائكة عند الفلاسفة
بقي الكلام في سائر الأقوال التي ذكروها في حقيقتها وهي عديدة منها : ما يحكى عن الفلاسفة وهي أنّها جوهرة قائمة بنفسها ليست بمتحيّزة البتّة ، وانّها بالمهيّة مخالفة لأنواع النفوس النّاطقة البشريّة ، وانّها أكمل قوّة منها واكثر علما وأنّها للنفوس البشريّة جارية مجرى الشمس بالنّسبة إلى الأضواء ، ثمّ أنّ هذه الجواهر على قسمين : منها ما هي بالنّسبة إلى اجرام الأفلاك والكواكب كالنفوس الناطقة بالنّسبة إلى أبداننا ، ومنها ما هي أعلا شأنا من تدبير أجرام الأفلاك بل هي مستغرقة في معرفة الله مشتغلة بطاعته وهذا القسم هم الملائكة المقرّبون ، ونسبتهم إلى الملائكة الّذين يدبّرون السّماوات كنسبة أولئك المدبرين إلى نفوسنا الناطقة فهذان القسمان قد اتفق الفلاسفة على إثباتها ، ومنهم من أثبت نوعا آخر من الملائكة وهي الملائكة الأرضية المدبّرة لأحوال هذا العالم السفلي ، ثمّ أنّ مدبّرات هذا العالم وإن كان خيّرة فهم الملائكة ، وإن كانت شريرة فهم الشياطين ، وهذا القول ربما مال إليه بعض الإسلاميّين كالسّيد الدّاماد والصدر الأجل الشيرازي وغيرهما.
قال السيّد : إنّ القول بتجسم الملائكة إنّما هو ممشى الخارجين عن دائرة التحصيل ، وأمّا ما هو صريح الحقّ وعليه الحكماء الإلهيّون والمحصّلون من أهل الإسلام فهو أنّ الملائكة على قبائل : سفليّة وعلويّة أرضية وسماويّة ، جسمانيّة وقدسانيّة ، وفي القبائل شعور وطبقات كالقوى المنطبقة والطبائع الجوهرية وأرباب