على حسب التأثيرات الجزئيّة وخصوصيّات القوابل والفواعل نفوس جزئيّة مخصوصة مثلا نفس زيد ونفس عمرو ونحوهما ، وهذه النفوس كالنتائج والأولاد لتلك النفوس الفلكيّة ، ولما اختلفت النفوس الفلكيّة اختلافا نوعيّا من حيث جواهرها ومهيّاتها فكذلك النفوس المتولّدة من نفس فلك زحل مثلا صنف من النّاس متجانسة متشاكلة في افرادها وجزئيّاتها ، إلّا أنّها متخالفة اختلافا ضيّقا للنّفوس المنتسبة إلى روح المشتري مثلا ثمّ نسبوا إلى كلّ من الكواكب شيئا من أصناف النّاس وسائر الحيوانات والأقاليم والأزمنة والسّاعات والأيّام واللّيالي والألوان والطّعوم والأثمار والنّباتات والرّوائح وغير ذلك ممّا ملئت منه كتب الأحكاميّين.
ثمّ أنّهم قالوا إنّ تلك الأرواح الفلكيّة كالأب المشفق والسّلطان المربّي لمواليدها ومنسوباتها ، ولذا سمّوها بالآباء العلويّة فتعيّن أولادها على صلاحها ونجاحها ، ولذا سوّلت لهم نفوسهم أن بنوا لكلّ منها بصورها المتوهّمة لها هياكل واشكالا وصورا عظّموها واستشفعوا بها وتقرّبوا إليها بالسجود إليها وغيره من أنواع التّعظيم والتكريم ، حتّى آل أمرهم إلى عبادتها ، وهذا الأصل الّذي سمعت هو الذي بنوا عليه علم أحكام النّجوم ، فسحقا لهم بما سوّلت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.
قول المشركين في الملائكة
ومنها : ما تقوّله بعض المشركين ككفّار قريش وأحزابهم ، حيث قالوا : إنّ