واشتقاقاتها ، وألفاظها حتى يمكن إحلالها محل اللغة العربية لغة القرآن. ومن المعروف بداهة ، وعند أهل اللغة قديما ، وحديثا ، وفي الشرق والغرب أنّ اللغة العربية لغة القرآن تنفرد بخصائصها اللغوية ، والنحوية ، والاشتقاقية ؛ ومع ما يحمله السياق اللفظي من بلاغة ، وفصاحة ، وتقديم وتأخير ، وتذكير ، وتأنيث ، وإفراد ، وتثنية ، وجمع ، واستعارة ، وكناية ، وتشبيه ، وتمثيل ، وتورية ، ووجوه إعراب ، ومجاز ، وترتيب مفردات الجملة : كتقديم الفعل على الفاعل ، والمضاف على المضاف عليه ، وشبه الجملة الخبر على المبتدأ ، وحذف جملة الابتداء ، أو حذف جملة الخبر ؛ وغيرها من الخصائص اللغوية الأخرى ، والتي تجعل لغة القرآن العربية لها استقلاليتها عن لغات العالم الأخرى. وبحيث يستحيل أن تضاهيها ، أو تحل محلها لغة أخرى تحافظ على الأصل اللغوي لألفاظ القرآن ، وتحيط بجميع معانيه. وذلك لأن الترجمة النقلية الحرفية تقتضي إحلال اللغة إليها بوجوه السياق اللفظي ، والنحوي ، والبلاغي محل لغة القرآن العربية ، وتحيط بجميع معانيه ، وهذا مستحيل مستحيل.
التعليل الثاني : إنّ الترجمة الحرفية للقرآن تستلزم الوفاء بجميع معاني القرآن الكريم الأصلية الأولية ، والثانوية التابعة ، وهذا مستحيل ، وغير ممكن.
أولا : فبالنسبة لمعاني القرآن الأصلية الأوليّة : فإنّ الترجمة الحرفية لها مستحيلة ، وممنوعة ، وذلك لأنّ ألفاظ ، ومفردات القرآن في دلالتها على معانيها الأصلية لها سماتها اللغوية ، وخصائصها النحوية بحيث تجعلها ذات سياق بلاغي ، ولغوي خاص بها تنفرد بها عن نظيراتها في اللغات الأخرى. وبحيث لا يمكن أن يكون لها شبيه في تلك اللغات الأخرى ، أو مضاه لها ، وبالتالي يستحيل إحلالها محلها ، والدلالة على نفس معاني ألفاظ ، ومفردات القرآن العربية. وكذلك : فإذا كان العلماء قد أجازوا الترجمة التفسيرية المعنوية بغير العربية للقرآن الكريم ، فإن تلك الإجازة أحاطوها بقيود ، ومستلزمات أساسية أهمها :