الباب الأول
شبهات حول الوحي بالقرآن ، وتفنيدها (١)
الشبهة الأولى :
إن القرآن من تأليف محمد. صاغه بأسلوبه ، وعبّر عنه ببيانه ، ونمّقه ببلاغته ، وزخرفه بتهيؤاته ، ودعمه بمعجزاته ، ثم نسبه إلى خالقه ، وادعى أنّه وحيه ؛ ليكسيه هالة قدسية ، جذبا لاحترام ، وثقة النّاس فيه ، ليصبوا به إلى مآربه الدنيوية في التسلط ، والسيادة ، والحكم ، والزعامة.
تفنيد هذه الشبهة :
أولا : إذا كان القرآن من تأليف محمد ، فحديثه الأضعف منه بلاغة ، وفصاحة ، وبيانا ، يكذب ذلك. ولكان الأولى ألّا ينسب لنفسه حديثا ، وأن يجعل كل كلامه قرآنا. فالتمايز بين القرآن ، والحديث النبويّ
__________________
(١) انظر في مثل هذه الشبهة : دكتور غازي عناية : كتاب : هدى الفرقان في علوم القرآن. ج ١ ص ٦٥ وما بعدها.