يومك ، أنصرك نصرا مؤزرا. ويكفينا الرد بالقول أيضا بأنّ ورقة بن نوفل ولو أنّه كان حنيفيا على دين إبراهيم إلّا أنّه ، ومن الثابت أنّه كان لا يملك العلم ، والمعرفة التي جاء بها القرآن ، وكما ورد في الرواية : ثم لم يلبث ورقة أن مات بعد المقابلة بفترة قصيرة.
الشبهة الثالثة :
إنّ الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» شاعر ، أو ساحر ، أو مجنون ، أو كاهن. قالوا : إنّه شاعر ، وما القرآن إلّا من خيالات شعره ، وسبحات فكره مصداق قوله تعالى : (بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) سورة الأنبياء آية ٥. وقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) سورة الطور آية ٣٠. وجاء الرد الإلهي مفندا لزعمهم ، منكرا عليهم ادعاءهم ، ومن أصدق من الله حديثا ، قال تعالى : (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ) سورة الحاقة آية ٤١. قالوا : إنّه ساحر ، وما القرآن إلّا سحر يؤثر ، مصداق قوله تعالى : (قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ) سورة يونس آية ٢. وقوله تعالى : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) سورة القمر آية ٢. وقوله تعالى : (فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤) إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) سورة المدثر آية ٢٤ ـ ٢٥. وجاء الرد الإلهي مفندا لزعمهم منذرا لهم بالعذاب الأليم ، والشراب الحميم ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) سورة يونس آية ٤. وجاء الرد الإلهي أيضا بالتولي عنهم : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) سورة القمر آية ٦. وجاء الرد الإلهي أيضا بصليانهم سقر. قال تعالى : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (٢٧) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (٢٨) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) سورة المدثر آيات ٢٦ ـ ٢٩. قالوا : إنّه مجنون ، وما القرآن إلا من شطحات جنونه ، وفلتات شذوذه ، مصداق قوله تعالى : (ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) سورة الدخان آية ١٤. وقوله تعالى : (وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) سورة القلم آية ٥١. وجاء الرد الإلهي مدحضا لافتراءاتهم مرة مشفوعا بالقسم في قوله تعالى : (ن