الباب الحادي عشر
شبهات حول تطبيق القرآن ، وتفنيدها
الشبهة الأولى :
فصل القرآن عن الحياة. أي فصل الدين عن الحياة.
فالعلمانيون ينادون بفصل القرآن عن شئون الأفراد الحياتية ، وترك معالجتها للقوانين الوضعية. وهم يرون أن يحصر الاهتمام بالقرآن في الصلاة ، والتلاوة في المساجد فقط. وهم يقيسون ذلك على التوراة والإنجيل حيث فصلت الكنيسة عن حياة الأفراد الدنيوية. ودليلهم : أن تعقد علائق الحياة السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية لا تسمح ، ولا تتسع لتدخل الكتب السماوية حيث أضحت قاصرة في معالجتها ؛ وأصبحت الضرورة قصوى لأن تحصر مهمات الديانات في تأدية الشعائر الدينية في الكنائس ، والأديرة ، والمساجد ، وأن يترك للمبادئ العلمانية ، والقوانين ، والأنظمة الوضعية معالجة شئون الحياة للأفراد ، والدول تأصيلا لقول المسيح «عليهالسلام» : أعط ما لقيصر لقيصر ، وما لله لله.