الباب الثاني عشر
شبهات حول صلاحية القرآن وتفنيدها.
ونجملها في شبهة واحدة للعلمانيين وهي : فصل القرآن عن الحكم. أي عدم صلاحية القرآن للحكم.
وتتمثل شبهتهم في أن القرآن لا تصلح تعاليمه ، ولا يصلح أن يكون دستورا للحكم هذه الأيام. ودليلهم على ذلك : أنّه لا يوجد إسلام مثالي ، أو حكم إسلامي مثالي حكم الأفراد ، والدول. اللهم إلّا في فترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعمر بن الخطاب. ويدعم هذا القول فشل التجارب المعاصرة لتطبيق الشريعة الإسلامية. وكما يقول أحدهم ، وهو فؤاد زكريا : «أمّا التجارب التاريخية ، فلم تكن إلّا سلسلة طويلة من الفشل ؛ إذ كان الاستبداد هو القاعدة ، والظلم هو الأساس في العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وأمّا العدل ، والإحسان ، والشورى ، وغيرها من مبادئ الشريعة لا تعدو أن تكون كلاما يقال لتبرير أفعال حاكم يتجاهل كل ما له صلة بهذه المبادئ السامية. ولا جدال في أنّ لجوء أنصار تطبيق الشريعة ـ مهما اختلفت آراؤهم في الأمور التفصيلية ـ إلى الاستشهاد