وأن يعملوا بأحكامه ، وتكاليفه. فلا تنافس ، ولا تضاد ، ولا تصادم ؛ فكل يطبق شريعته ؛ وكل يعمل بأحكام دينه. فكيف إذن يمكن أن يكون هناك تعارض بين المسلمين ، والذميين في الحياة ، أو بين الإسلام ، والديانات الأخرى في التطبيق؟!! فكل له مجاله ، وكل له دائرته.
٥ ـ إن شواهد التجارب التاريخية تسعفنا ، وتسعف كل من تحرى الحقيقة بعيدا عن الحقد ، والكفر ، والعناد ، أنّه ـ وبسبب فضائل الإسلام في شواهد ألوهيته ، وسماويته ، ومعالم فضائله ، ومكارمه ، وأخلاقه ، وتسامحه ـ ساد الوئام بين شرائح المجتمعات الإسلامية من مسلمين ، وغير مسلمين ، وساد التسامح بين دين الإسلام ، وبين الديانات الأخرى. وبحيث يمكننا القول : ألّا تعارض البتة بين تطبيق الإسلام ، وبين واقع التعددية للأديان ، وطيلة عهود الدولة الإسلامية ، وتجارب التاريخ ، وشواهده تشهد على ذلك.
٦ ـ إنّ ما يستند إليه العلمانيون من تجارب بعض الدول ذات الطوائف الدينية المتعددة كلبنان ، والهند ، هو حجة عليهم ، وليس حجة لهم.
فإننا نقول ، وبكل ثقة : إنّ مثل هذه البلدان عاشت التجربة الإسلامية طوال عدة قرون ؛ وساد الوئام بين جميع طوائفها من مسلمين وفرقهم ؛ ومن يهود وفرقهم ؛ ونصارى وفرقهم ؛ وهندوس وفرقهم ؛ وبوذيين وفرقهم ؛ وبين المسلمين جميعهم ، وبين غير المسلمين جميعهم.
وعاش الجميع ينعمون برحابة الإسلام في سماحته وتسامحه ، وفي رحاب الإسلام بعدله ، وعدالته ، فلم يشك أحد ، ولم يخرج أحد ، ولم يتعصب أحد ، ولم يقتتل أحد.
ولا نبالغ في القول : بأنّ ما تتصف به بعض البلدان الآن مثل لبنان والهند من ظهور شواهد التعصب الديني ، ومعالم الاقتتال الطائفي سواء بين المسلمين أنفسهم ، أو بين المسلمين وغيرهم ، إن هو إلّا بسبب غياب