ثانيا : من المحتمل أن يكون دعاء القنوت كلاما من القرآن منزلا ، ثم نسخ ، وأبيح الدعاء به ، وخلط بما ليس بقرآن. أما ما روي أنّه أثبته في مصحفه كقرآن ، فهذا لا دليل له.
قال صاحب «الانتصار» ما نصه : «ويمكن أن يكون منه كلام كان قرآنا منزلا ، ثم نسخ ، وأبيح الدعاء به ، وخلط بما ليس بقرآن ، ولم يصح ذلك عنه ، إنّ ما روي عنه أنّه أثبته في مصحفه».
ثالثا : إن الادعاء بأن أبي بن كعب أثبت دعاء القنوت في مصحفه على أنه قرآن ادعاء باطل يعوزه الدليل ، وتنقصه الحجة ، ويفتقد إلى السند ، فالصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أعلم من غيرهم بالقرآن ، وما أثبتوه أجمعوا عليه حفظا ، وتلاوة ، وكتابة ، وتواترا فليس من العقلانية السليمة بشيء الاعتقاد أنّ صحابيا مثل أبي بن كعب قد خرج عن هذا ، وانفرد دون الصحابة بالادعاء بأن دعاء القنوت قرآن ، وحاشا أن يفعل ذلك صحابي جليل هو أبي بن كعب.
الشبهة السابعة :
إن الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» قد أسقط عمدا ، أو أنسي آيات من القرآن الكريم. وحجتهم في ذلك حديث شريف ، وآية قرآنية. أمّا الحديث الشريف فهو ما رواه الشيخان في صحيحيهما.
أ ـ روى البخاري في صحيحه عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : «سمع النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» رجلا يقرأ في المسجد ، فقال : «يرحمهالله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية من سورة كذا» ، وزاد في رواية أخرى ، وقال : «أسقطتهن من سورة كذا وكذا».
ب ـ روى مسلم في صحيحه عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» سمع رجلا يقرأ من الليل ، فقال : «يرحمهالله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطها من سورة كذا وكذا».