الباب الثالث
شبهات حول كتابة القرآن ورسمه ، وتفنيدها.
الشبهة الأولى :
إن في القرآن لحنا ، بدليل أنه روي عن عثمان بن عفان أنّه حين عرض عليه المصحف بعد جمعه قال : «أحسنتم ، وأجملتم ، إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها». ويدعي أصحاب هذه الشبهة : أنّه روي عن عكرمة أنّه قال : «لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان ، فوجد فيها حروفا من اللحن ، فقال : لا تغيروها ؛ فإنّ العرب ستغيرها ، أو قال : ستعربها بألسنتها. لو كان الكاتب من ثقيف ، والمملي من هذيل ، لم توجد فيه هذه الحروف». وهم يستدلون بالروايتين ليطعنوا بالمصحف العثماني ، وبأنّه غير ثقة ، وبأنّه لا يستحق الاهتمام به ، أو التعبد بتلاوته وقراءته في الصلاة ، وإن أجمعت عليه الأمّة الإسلامية ـ وعلى رأسها الصحابة ـ بالقبول ؛ وذلك لأنّ فيه لحنا.