مقدمة الكتاب
الحمد لله لا إله إلا هو المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيما وتكبيرا ، المتفرد بتصريف الأحوال على التفصيل ، والإجمال تقديرا ، وتدبيرا المتعالي بعظمته ، ومجده. وصدق رسوله «صلىاللهعليهوآلهوسلم» تسليما كثيرا. بلّغ الرسالة ، وأدّى الأمانة ونصح الأمة ، وكشف الغمّة ، وجاهد في الله حقّ جهاده حتى أتاه اليقين. وسلام على صحابته الميامين ، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
قرآن ربّنا هو موضوع دراستنا أعظم كتاب وجد على ظهر هذه البسيطة ، سمت ، وتعالت به معجزاته ، فجعلته بترتيب سوره ، وآياته في الدنيا هي نفس ترتيبها ، وبتمامه في اللوح المحفوظ ، بدءا بكلمة الحمد لله ، وانتهاء بكلمة الناس. تجلت معالم عظمته بأن جعلت أول لفظ فيه ـ وهو الحمد لله ـ يتلفظ بها النّاس آخر كلمة في القرآن ؛ تأصيلا لإيمانهم ، وتكريسا لشواهد توحيدهم في الألوهية ، والربوبية ، وأسماء الله وصفاته. كلمة الحمد لله أول كلمة في قرآننا الكريم تتكون من ثمانية