المبحث الأول
من روى عنهم الإمام
قبل أن نتكلم على من روى عنهم الإمام الباقر (عليهالسلام) ، يجب أن نوضح مسألة مهمة ترتكز عليها الفصول الآتية من هذه الدراسة ، وهي أن الروايات التي نستدل بها على ما نريد التوصل إليه من حقائق علمية أو نناقشها مدحضين أو مرجحين ، كلها روايات تفسيرية متعلقة بآيات الذكر الحكيم.
وتنقسم روايات الإمام الباقر (عليهالسلام) عمن روى عنهم إلى قسمين رئيسين :
أولهما : روايته عن النبي (صلىاللهعليهوآله) من طريق آبائه (عليهمالسلام).
ثانيهما : روايته عن بعض الصحابة ؛ أمثال جابر بن عبد الله الأنصاري ، وعمر بن الخطاب ، وابن عباس ، وزيد بن أرقم ، وأبو ذر الغفاري ، وأم سلمة (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين).
وكل ما روي عن الإمام الباقر (عليهالسلام) من روايات التي أثرت عنه في عالم التشريع والأحكام وتفسير القرآن هي لا تحكي آراءه الخاصة وإنما هي امتداد لقول الرسول (صلىاللهعليهوآله) وفعله ، ولذا ألحقت بالسنة الشريفة ـ عند الإمامية ـ فيكاد يكون من قبيل المسلمات عندهم إذا صح السند وقد انفرد الإمامية بهذا المنهج الروائي. وإن الإمام الباقر (عليهالسلام) وكما تدل عليه سيرة حياته تتلمذ على آبائه من آل البيت فقد عاش مع جده الحسين ومع أبيه الإمام زين العابدين ولم تعرف له مشيخة غير هذا الذي قلناه ، ولذلك فإن ما آثر عنه من أقوال ـ وكما يصر الإمامية على ذلك أيضا ـ فهي عن آبائه عن النبي (صلىاللهعليهوآله) ، ويدل على ذلك مجموعة من الأحاديث نوردها هنا بأسانيدها :