ومن هذا يتبين أن القراءات القرآنية قد انعقد اجماع الإمامية على حجتها وجواز الصلاة بها إلا ما شذ من رأي الخوئي من عدم الاستدلال بها على الحكم الشرعي ، وكان ذلك رد فعل لما حكاه العاملي من تمسكه بأن القراءات القرآنية متواترة عن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) غير أن توسط هذين الرأيين هو أن القراءات القرآنية حجة وأنها تجوز الصلاة بأيها كان عدا القراءة المفردة الشاذة كما تقدم.
* المطلب الثالث : تطبيقات من قراءات الإمام الباقر :
بعد أن استقصينا قراءات الإمام الباقر في مصادر الحديث والتفسير وجدناها قليلة إذا ما قيست بما أثر عنه في العلوم القرآنية الأخرى كما رأينا وسنرى فهي لا تتجاوز ثلاثين رواية روتها عنه كتب التفسير أغلبها قد قرأ بها بعض الصحابة والتابعين فلذلك ـ في حدود ما اطلعت عليه ـ لم تكن للإمام الباقر قراءة مفردة بعينها وإليك بعض تلك القراءات :
١ ـ قوله تعالى : (... وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ ...)(١) قرأها الإمام الباقر : (... وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ ...). بفتح التاء وجزم اللام. قاله الفراء والطوسي (٢).
٢ ـ قوله تعالى : (... وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها ...)(٣) قرأها الإمام الباقر : ... ولكلّ وجهة هو مولّاها ... قاله الطوسي والرازي وابن كثير (٤).
٣ ـ قوله تعالى : (... وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ...)(٥) قرأها الإمام الباقر برواية أبي القاسم البلخي عنه : (... وَلا تَقُولُوا
__________________
(١) البقرة / ١١٩.
(٢) معاني القرآن ، الفراء ، ١ / ٧٥+ التبيان في تفسير القرآن ، الطوسي ، ١ / ٤٣٦+ مجمع البيان ، الطبرسي ، ١ / ١٩٦. وقرأ بها ابن عباس ونافع ويعقوب. انظر : معجم القراءات القرآنية ، د. أحمد مختار عمر ، ١ / ١٠٧ ومصادره.
(٣) البقرة / ١٤٨.
(٤) معاني القرآن ، الفراء ، ١ / ٩٠+ التبيان في تفسير القرآن ، الطوسي ، ٢ / ٢٣+ مجمع البيان ، الطبرسي ، ٢ / ٢٣٠+ التفسير الكبير ، الرازي ، ٤ / ١٤٤+ تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ١ / ١٩٤+ قلائد الدرر ، الشيخ الجزائري ، ١ / ١٢٧. وقرأ بها ابن عباس وابن عامر وأبو بكر بن عاصم وأبو رجاء وشريح. انظر : معجم القراءات القرآنية ، د. أحمد مختار عمر ، ١ / ١٢٦ ومصادره.
(٥) النساء / ٩٤.