مجموعة ضخمة من الفتاوى والتي عرفت فيما بعد بفقه آل البيت ، وتجاوز عددها ـ خلال البحث والاستقراء ـ اكثر من نصف مجموعة الروايات التفسيرية المنقولة عن الإمام الباقر جملة فقد بلغت مع المكرر ما يقرب من (٦٨٠) رواية ، وكانت تلك الروايات المتعلقة بتفسير آيات الأحكام والمأثورة عن الإمام الباقر تتوزع على جميع أبواب الفقه الإسلامي من عبادات ومعاملات ، فلا يكاد يخلو باب من أبوابه الموزعة عليها الآيات من رأي تفسيري له ، فلو درست جميعا ـ بشكل منفرد ـ مقارنة مع آراء غيره من تابعين وعلماء لشكلت بحثا أكاديميا رصينا مستقلا.
فلذلك سنتعرف هنا على بعض تلك الروايات المجتزئة من ذلك الكم الهائل من الروايات مقارنين تلك الأقوال بآراء غيره من العلماء ومرجحين في بعض الأحيان بقدر ما يتطلبه هذا البحث ضرورة.
المبحث الأول
العبادات
* المطلب الأول : الطهارة :
هي لغة : النزاهة ، وعرفت : بأنها ما يستباح بها الدخول في الصلاة ، وهي تطلق على إزالة الخبث والحدث ، وقد ورد عن الإمام الباقر (عليهالسلام) مجموعة من الروايات منها :
أولا : في قوله تعالى : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)(١). في معنى (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) عدة أقوال ذكرها القرطبي بإسهاب ، إلا أنه ركز على قولين رئيسين الأول : لا يمس ذلك الكتاب إلا المطهرون من الذنوب وهم الملائكة ، قال به
__________________
(١) الواقعة / ٧٧ ـ ٧٩.