وتسلم الإمام الباقر (عليهالسلام) بعد وفاة أبيه القيادة الروحية والمرجعية العامة للأمة الإسلامية وقد انتقلت إليه الإمامة والزعامة الدينية عند ـ الشيعة الإمامية ـ فهو الإمام الخامس من اثني عشر إماما (١) ، وقد قام الإمام الباقر (عليهالسلام) بأداء مهمته على أحسن وجه فنشر العلم وألقى على طلابه من العلماء والفقهاء الدروس الخاصة في شئون الشريعة الإسلامية وأحكام الدين.
وقلنا فيما تقدم أن الإمام الباقر (عليهالسلام) عاش في كنف أبيه تسعا وثلاثين على ما ذكره أكثر المؤرخين (٢) غير أن بعض المستشرقين ذكر أن إقامته مع أبيه دامت تسع عشرة سنة فقط (٣). وهذا القول غير صحيح لأنه ناشئ من قلة التتبع وعدم التثبت في شئون التاريخ الإسلامي.
ثالثا : أمه
وهي السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب (٤) ، وذكر بعض العلماء أن اسمها زينب بنت الحسن بن علي (٥) ، وقال بعضهم هي بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (٦) ، وهذا غير صحيح إطلاقا لوضوح الاشتباه في ذلك ، وكانت تكنى بأم عبد الله ولدها (٧) ، وأحيانا بأم الحسن وكانت من سيدات نساء بني هاشم ، وكان زوجها الإمام زين العابدين يلقبها
__________________
(١) ظ : الألفين ، العلامة الحلي ، ٢٠ ـ ٢٢+ الدين والإسلام ، محمد حسين آل كاشف الغطاء ، ١ / ٣٥+ أصل الشيعة وأصولها ، آل كاشف الغطاء ، ١٠٢+ الاستنصار ، الكراجكي ، ١٧+ نظرية الإمامة ، د. محمود صبحي ، ١٤٧.
(٢) دلائل الإمامة ، ابن رستم الطبري ، ٩٤+ كشف الغمة ، الأربلي ، ٣٣١.
(٣) عقيدة الشيعة ، روايت. م. رونلدس ، ١٢٣.
(٤) أعلام الورى ، الطبرسي ، ٢٦٤+ عمدة الطالب ، ابن عنبة ، ١٨٣+ كشف الغمة ، الأربلي ، ٢ / ٣٤٩+ دلائل الإمامة ، ابن رستم الطبري ، ٩٥.
(٥) غاية الاختصار ، بأن زهرة الحسيني ، ١٠٤.
(٦) تذكرة الخواص ، سبط ابن الجوزي ، ١٩٠+ الشذرات الذهبية ، ابن طولون ، ٨١+ وفيات الأعيان ، ابن خلكان ، ٣ / ٣١٤+ مخطوطة الدر النظيم ، ابن حاتم الشامي ، الورقة ١٨٥+ دائرة معارف القرن العشرين ، محمد فريد وجدي ، ٣ / ٥٦٢.
(٧) مخطوطة تاريخ دمشق ، ابن عساكر ، ج ٥١ / الورقة ٣٩+ تذكرة الحفاظ ، الذهبي ، ١ / ١٢٥+ تهذيب الأسماء النووي ، ١ / ٨٧+ الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، ٥ / ٣٢٠+ المحبر ، ابن أمية البغدادي ، ٥٧+ نزهة الجليس ، ابن مكي ، ٢ / ٣٦.