بالصديقة (١) ، ويروى من كراماتها أنها كانت عند جدار فتصدع الجدار فقالت : لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط ، فوقف معلقا حتى جازت ـ أي مرت ـ فتصدق عنها علي بن الحسين بمائة دينار (٢).
ويقول عنها حفيدها الإمام جعفر الصادق : كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها (٣) ، وتربى الإمام الباقر (عليهالسلام) في حجرها الطاهر وفاضت عليه من نور أشعة روحها الزكية وغذته بمثلها الكريمة حتى صارت من خصائصه ومميزاته.
ولم تتوفر لدينا أية معلومات في المصادر التي استقريناها في دراسة حياة الإمام الباقر (عليهالسلام) عن المدة التي عاشها الإمام مع أمه ، فقد أهملت المصادر ذلك كما لم تتوفر لدينا أية معلومات عن سائر شئونها سوى رواية واحدة عثرنا عليها في طبقات ابن سعد ولم تكن تلك الرواية بذات بال (٤) وبهذا يعدّ الإمام الباقر (عليهالسلام) أول علوي من علويين وأول هاشمي من هاشميين.
رابعا : إخوته
والبحث عن إخوة الإمام أبي جعفر الباقر (عليهالسلام) هو مما تكتمل فيه جوانب من حياة هذا الإمام العالم ، أو مما يضيء بعض الصور من شخصيته ويكشف عن الجو العائلي الذي كان يعيش فيه والذي طالما راح الباحثون المعاصرون يعنون بهذا الجانب لتستكمل لديهم تفصيلات الموضوع المراد بحثه لاعتقادهم أن للجو الأسري إسهاما فعالا في تكوين خزين فكري واعتقادي لدى الفرد والجماعات حتى يظهر ذلك على سلوكهم اليومي وتصرفاتهم الحياتية.
فعلاقة الإمام الباقر (عليهالسلام) بإخوته كانت علاقة وثيقة للغاية لا يشوبها شيء من النفرة والصدود وكان إخوته يهابونه ويبجلونه لمعرفتهم بمكانته واعترافهم بفضله وسيادته ، أما هو (عليهالسلام) فإنه حدد لنا جوانب تلك العلاقة بإجابته عن
__________________
(١) مخطوطة الدر النظيم ، ابن حاتم الشامي ، الورقة ١٨٥+ دلائل الإمامة ، ابن رستم الطبري ، ٩٥.
(٢) المصدر نفسه والصفحة+ المصدر نفسه والصفحة.
(٣) البداية والنهاية ، أبو الفداء الدمشقي ، ٩ / ٣٠٩+ أصول الكافي الكليني ، ١ / ٤٦٩.
(٤) ظ : الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، ٥ / ٣٢١.