بسم الله الرّحمن
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيب الله وحبيب قلوب المؤمنين رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحبه الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فان من عناية الله تعالى ولطفه أن يقيض للقرآن الكريم من يخدمه ، لما في ذلك من استمرارية نشر النور الإسلامي الساطع والأجر الرائع ، ولما ينطوي عليه من نفع للمسلمين.
ولهذا هبّ علماء الأمة الإسلامية من أول نزول القرآن يحاولون فهمه ، والوصول إلى مراد الله تعالى من خلاله ، فكان الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) يعقدون مجالسهم لمدارسته والعمل به ، فإن أشكل عليهم معنى أو غمض عليهم تركيب ، لجؤوا إلى معلمهم الأكرم ومفسرهم الأقدم رسول الله (صلىاللهعليهوآله) يسألونه ويستوضحونه لسابق علمهم بأن هذا النبي الكريم كان من إحدى أهم وظائفه بيان كتاب الله ، قال تعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(١) فيجدون عنده ضالتهم ويروون من سلسبيله ظمأهم ، فما التحق رسول الله (صلىاللهعليهوآله) بالرفيق الأعلى حيث المقامات السامية وجنة الخلد العالية حتى شمرّ صحابته الكرام (رضي الله عنهم) عن ساعد السعي الحثيث والجد الدءوب في تعليم القرآن الكريم
__________________
(١) النحل / ٤٤.