أولا : الحديث الشريف
أولى الإمام الباقر (عليهالسلام) المزيد من اهتمامه في الحديث الوارد عن جده رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وعن آبائه الطاهرين ، فهو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم وله من الأهمية البالغة في الشريعة الإسلامية فهو يتولى تخصيص عمومات الكتاب أو تقييد مطلقاته وبيان ناسخه من منسوخه ، كما يعرض لأحكام فقهية في العبادات والمعاملات وإعطاء القواعد الكلية التي يتمسك بها الفقهاء لاستنباطهم للحكم الشرعي ، فلذلك عنى به الإمام الباقر (عليهالسلام) وتبناه بصورة إيجابية ، وقد حمل عنه الرواة تلك الأحاديث.
واهتم الإمام الباقر (عليهالسلام) بفهم الحديث الشريف والوقوف على معطياته ، وجعل المقياس في فضل الراوي هو فهمه ومعرفته لمضامينه ، فقد روى عنه الإمام الصادق (عليهالسلام) إنه قال : اعرف منازل الشيعة على قدر رواياتهم ومعرفتهم ، فإن المعرفة هي الدراية للحديث ، وبالدراية للرواية يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان (١).
ويكاد لا يخلو مصدر من المصادر الحديثية عند الفريقين من روايات للإمام الباقر (عليهالسلام) ، فقد احتج به وصحح حديثه البخاري (٢) ، ومسلم (٣) ، وأصحاب السنن ، والبيهقي (٤) والطبراني (٥) ، ناهيك عن المصادر الحديثية عند الإمامية فقد زخرت بمروياته.
وقد عرضنا في الفصل الثالث من هذا الباب بشيء من التفصيل لموقف العلماء من روايات الإمام الباقر (عليهالسلام) المرسلة عن جده رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وكذلك بالنسبة لرواياته عن بعض الصحابة ، وقدمنا ما رأيناه معالجة ـ والله أعلم ـ لتلك المواقف والتقريب بينها في شأن تلك المرويات.
__________________
(١) ناسخ التواريخ ، محمد تقي الكاشاني ، ٢ / ٢١٩.
(٢) ظ : للتفاصيل : الصحيح ، البخاري ، ١ / ٥٥ ، ١ / ٧٢ باب الغسل بالصاع ونحوه ، ١ / ٧٣ ، ٣ / ١٣٧ ، ٣ / ٢١٣ ، ٥ / ١٧٣ وغيرها كنماذج.
(٣) ظ : للتفاصيل : الصحيح ، الإمام مسلم ، ١ / ٢ ، ٥ / ٢٣٣ ، ٦ / ١٤٧ ، ١٥٣ ، ١٦٦ ، ٨ / ١٣٣ ، ٨ / ١٩٤ ، ٩ / ٩ وغيرها كنماذج.
(٤) ظ : للتفاصيل : السنن الكبرى ، البيهقي ، ٣ / ٤١٠ ، ٤١١ كتاب الجنائز ، ٦ / ٣٧ ، ٨٩ ، ٩٠ ، ١٤٠ ، ١٨٣ ، ٧ / ١٣٩ باب الوكالة في النكاح ، ٧ / ٣٤٦ ، ٣٥١ ، ٨ / ٢٦ ، ٩ / ٣٠٢ ، ٣٠٤ وغيرها كنماذج.
(٥) ظ : للتفاصيل : المعجم الكبير ، الطبراني ، ١٠ / ٣٧١ ، ٣٢٢ ، ٢٣ / ٤٠٩ وغيرها كنماذج.