ورد في أحاديث القوم عن بعض الصحابة أنّه كان يقرأ «فما استمتعتم به منهنّ (إلى أجل) ...» وأنّ بعضهم كتبها كذلك في مصحفه ، وعن ابن عباس قوله : «والله لأنزلها كذلك» وقد صحّح الحاكم هذا الحديث عنه في «المستدرك» من طرق عديدة (١).
وفي التفسير الكبير : أنّ ابيّ بن كعب وابن عباس قرءا كذلك ، والصحابة ما أنكروا عليها (٢).
وقال الزمخشري : «وعن ابن عباس : هي محكمة ـ يعني لم تنسخ ـ وكان يقرأ : فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمّى ، ويروى : أنّه رجع عن ذلك عند موته ، وقال : اللهمّ إني أتوب إليك من قولي بالمتعة ، وقولي في الصرف» (٣).
وقال الحافظ ابن حجر في تخريجه : «أمّا رجوعه عن المتعة فرواه الترمذي بسند ضعيف عنه ، وأمّا قوله : اللهمّ إني أتوب إليك من قولي بالمتعة فلم أجده».
وإذا ما انضمّ إلى ذلك ثبوت مشروعية المتعة وعمل المسلمين بها حتى زمن عمر بن الخطاب ، حيث نهى عنها وأوعد بالعقاب عليها ، حصل القطع بنزول الآية كذلك كما تفيد الأحاديث المذكورة ، وأنّ حذف كلمة «إلى أجل» وقع بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
حول آية «الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم»
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت :
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٢ : ٣٥.
(٢) التفسير الكبير ١٠ : ٥١.
(٣) الكشاف ١ : ٥١٩.