حول آية «المحافظة على الصلوات»
١ ـ ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني : «أنّه روى مسلم بن الحجاج وأحمد ابن حنبل من طريق أبي يونس عن عائشة : إنّها أمرته أن يكتب لها مصحفا ، فلمّا بلغت : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) قال : فأملت عليّ : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر ـ» قالت : سمعتها من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ» (١).
ورواه مالك بن أنس أيضا (٢).
٢ ـ وروى مالك عن عمرو بن نافع قال : «كتبت مصحفا لحفصة ، فقالت :
إذا أتيت هذه الآية فآذنّي ، فأملت عليّ : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ وصلاة العصر ـ» (٣).
ورواه الحافظ السيوطي عن عدّة من الأئمة والحفّاظ (٤).
تفيد هذه الأحاديث : أنّ كلمة «وصلاة العصر» كانت ثابتة في مصحف عائشة وحفصة ، ولو لم تكونا معتقدتين أنّها من القرآن حقيقة لما أمرتا بإثباتها ، ولا سيّما حفصة ، حيث أمرت الكاتب أن يؤذنها ببلوغه الآية لتملي عليه.
فما هذا الاهتمام البالغ من عائشة وحفصة إلّا لعلمهما القاطع بأنّ «وصلاة العصر» من الآية حقيقة ، وأنّها نزلت من الله سبحانه على النبي الكريم صلّى الله
__________________
(١) فتح الباري في شرح البخاري ٨ : ١٥٨.
(٢) الموطّأ ١ : ١٣٨ / ٢٥.
(٣) الموطّأ ١ : ١٣٩ / ٢٦.
(٤) الدر المنثور ١ : ٣٠٢.