والرقاع واللخاف (١) ومن صدور الرجال الباقين بعد حرب اليمامة ، لكن بشرط أن يشهد شاهدان على أنّ ما يذكره قرآن ، ففي الحديث عن زيد : «فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال» وفيه : «وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان».
ومن المتسالم عليه بين المسلمين عدم عصمة الأصحاب (٢) ، والعادة تقضي بعدم التمكّن من الإحاطة بجميع ما هم بصدده في هذه الحالة ، بل لا أقل من احتمال عدم إمكان إقامة الشاهدين على بعض ما يدّعى سماعه من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل قد وقع ذلك بالنسبة إلى بعضهم كعمر في آية الرجم ، حيث ذكروا : «أنّ عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنّه كان وحده».
لكن العجيب من زيد ردّ عمر لكونه وحده وقبول ما جاء به أبو خزيمة الأنصاري وحده ، فلما ذا ردّ عمرو قبل أبا حزيمة؟ وهل كان لأبي خزيمة شأن فوق شأن عمر؟ وهو من الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشّرة بالجنّة عندهم؟!
الشبهة الرابعة :
إحراق عثمان المصاحف
وإعدام عثمان المصاحف ممّا تواترت به الأخبار بل من ضروريات التأريخ
__________________
(١) اللخاف : حجارة بيض رقاق ، واحدتها لخفة. الصحاح (لخف) ٤ : ١٤٢٦.
(٢) بل فيهم من ثبت فسقه ونفاقه ... وسنتكلّم بعض الشيء حول عدالة الصحابة في الفصل الخامس.