الصحابة ، وقد صحّ أنّه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قرأ بهما في الصلاة.
قال ابن حجر : فقول من قال : إنّه كذب عليه مردود ، والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل ، بل الروايات صحيحة والتأويل محتمل» (١).
أقول : لكن لم نر من ابن حجر تأويلا لهذه الأحاديث ، فهو إحالة إلى غيره كما فعل بالنسبة إلى الأحاديث السابقة!!
تأويل أحاديث نقصان القرآن
قال السيوطي : «وقد أوّله القاضي وغيره على إنكار الكتابة كما سبق. وهو تأويل حسن ، إلّا إنّ الرواية الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك ، حيث جاء فيها : ويقول : إنّهما ليستا من كتاب الله».
قال : ويمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمّ التأويل المذكور.
لكن من تأمّل سياق الطرق المذكورة استبعد هذا الجمع.
وقد أجاب ابن الصبّاغ بأنّه لم يستقرّ عنده القطع بذلك ثمّ حصل الاتّفاق بعد ذلك ، وحاصله : أنّهما كانتا متواترتين في عصره لكنّهما لم يتواترا عنده.
وقال ابن قتيبة في «مشكل القرآن» : «ظنّ ابن مسعود أنّ المعوّذتين ليستا من القرآن ، لأنّه رأى النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ يعوّذ بهما الحسن والحسين ، فأقام على ظنّه ، ولا نقول : إنّه أصاب في ذلك وأخطأ المهاجرون والأنصار».
قال السيوطي : «وأمّا إسقاطه الفاتحة من مصحفه فليس لظنّه أنّها ليست من القرآن ، معاذ الله ، ولكنّه ذهب إلى أنّ القرآن إنّما كتب وجمع بين اللوحين
__________________
(١) الاتقان في علوم القرآن ١ : ٢٧٠ ـ ٢٧٢.