وثانيا : كون هذه القراءة «من الأحرف التي تركت القراءة بها» يبتني على ما رووه من أنّه «نزل القرآن على سبعة أحرف» هذا المبنى الذي اختلفوا في معناه وتطبيقه اختلافا شديدا ، وذكروا له وجوها كثيرة جدا لا يرجع شيء منها الى محصّل (١)
وثالثا : ما احتمله البيهقي يبتني على القول بنسخ التلاوة ، وسيأتي البحث عنه مفصّلا.
ورابعا : قول ابن حجر : «يعني : ولم يطّلع ابن عبّاس» غريب جدّا ، إذ كيف يخفى على مثل ابن عبّاس نسخ تلاوة شيء من القرآن وهو حبر هذه الامّة وإمام الأئمّة في علوم القرآن؟!.
هذا بالنسبة إلى ما رووه عن ابن عبّاس ونصّوا على صحّته ، ثمّ عجزوا عن تأويله «التأويل اللائق».
تأويل «اللحن» و «الخطأ» وجوابه
وأجابوا عمّا رووه عن عثمان بجوابين ، ذكرهما السيوطي ـ بعد أن قال :
__________________
(١) يمكن الاطّلاع على ما ذكروه بمراجعة مقدّمات التفاسير ، وكتب علوم القرآن ، وفتح الباري في شرح البخاري ٩ : ٢٢ ـ ٣٠ وغيرها. وقد وقع القوم بالتزامهم بصحّة أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف في مأزق كبير جدّا ، وكان عليهم الالتزام بلوازمه الفاسدة التي منها القول بتحريف القرآن وضياع حروف نزّل عليها من السماء ... ولو أردنا الدخول في هذا البحث لطال بنا المقام ، وقد تقدّم بعض ما يتعلّق به فيما سبق ، ويكفي أن نقول بأنّ المرويّ صحيحا عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام : «إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرواة» وفي آخر : «كذبوا أعداء الله ، ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد» [الكافي ٢ : ٤٦١ باب النوادر / حديث ١٢ و ١٣].