حييت» ، فقال له عمر : «بل أقرئ الناس».
وهذا يدلّ على أنّ ابيّا قد تعلّم الآية هكذا من النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ وجعل يقرئ الناس على ما أقرأه ، ولو كان ثمّة ناسخ لعلمه ابيّ أو أخبره الرسول ـ صلىاللهعليهوآله ـ فكفّ عن تلك القراءة ... هذا من جهة.
ومن جهة اخرى ، فإنّ قول عمر في جوابه : «بل أقرئ الناس» يدلّ على عدم وجود ناسخ للآية أصلا ، وإلّا لذكره له في الجواب
حملها على نسخ التلاوة غير ممكن
الثالث : عدم إمكان حمل الآيات المذكورة على منسوخ التلاوة على فرض صحّة القول به :
فآية الرجم قد سمعها جماعة ـ كما تفيد الأحاديث المتقدّمة ـ من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ مصرّحين بأنّها من آي القرآن الكريم على حقيقة التنزيل.
وقد رأينا ـ فيما تقدّم ـ إصرار عمر بن الخطّاب على أنّها من القرآن ، وحمله الصحابة بالأساليب المختلفة على كتابتها وإثباتها في المصحف كما انزلت. وقوله : «والذي نفسي بيده لو لا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها ...» وكل ذلك صريح في أنّها كانت من القرآن وممّا لم ينسخ ، وإلّا لما أصرّ عمر على ذلك ، ولما جاز له كتابتها في المصحف الشريف.
ومن هنا قال الزركشي : «إنّ ظاهر قوله : لو لا أن يقول الناس ... أنّ كتابتها جائزة وإنّما منعه قول الناس ، والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه ، وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة ، لأنّ هذا شأن المكتوب.