فلهذه الشجرة ـ من جهة ـ خصوصيتها الفردية ، وإيحاؤها الشخصي كشجرة. فيمكن أن نفترضها والحالة هذه تنمو بصورة عشوائية تضرب بجذورها وفروعها في كل اتجاه باحثة عن كمالاتها الفردية هنا وهناك. بحيث قد تصل في امتداداتها وتشعباتها إلى حدود ومستويات تحجب معها عن مثيلاتها التي بالقرب منها نور الشمس ، والغذاء والماء ، وتنشر الضعف والشلل في ما يحيط بها ، وتزرع وتثير الفوضى ، والتشويه الجمالي ، والعشوائية في الإيحاء العام للبستان كله.
ولها خصوصية من حيث كونها جزءا من التركيبة الجمالية ، والإيحاء العام للحديقة أو البستان. وهذه الناحية تفرض درجة من التهذيب والتشذيب ، وصياغة غصونها وسائر عناصر شخصيتها بطريقة لها إيحاءاتها الجمالية التي تتناغم مع إيحاءات مثيلاتها ، التي تشاركها في صياغة حالة جمالية جديدة وعامة. وحينئذ لا بد أن نطلب من البستاني أن يتدخل ليتدارك أي خلل قد يطرأ على الناحية الجمالية العامة ، فيبدأ عملية التشذيب بل والاستئصال أحيانا لشجرة تمثل حالة فردية شاذة لا تنسجم مع المحيط العام. وتؤدي إلى اختلال التوازن ، والفوضى ، والتشويش في ملامح الصورة البستانية ، وأهدافها ومعطياتها.
ونتيجة لذلك التشذيب والتهذيب ، تعود للحديقة جماليتها ، وللبستان رونقه ، وتسهم تلك الشجرة ـ إذا استطاعت