بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الّذي هَدى الصَّفْوَةَ مِنْ عِبادِهِ المُخلَصين لاسْتِكْناهِ (بَلاغَةِ النهج) واستْجلاء (نَهْجِ البلاغَةِ) الذي لم تَكْتَحِلْ بشَرْواهُ مُقَلُ النّاظِرِيْنَ ، مِمّا أُوْدِعَ في زُبُرِ الأوَّلِين ، والصَّلاةُ والسّلامُ عَلى أَفْصَح مَنْ نَطَقَ بالضّادِ من الأَوَّلين والآخرين ، مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللهِ الَّذِي أُوْتِيَ (جَوامِعَ الْكَلِمِ) فَمَلَكَ ناصيَةَ الْبيانِ وَالتَّبْيْين ، وَعلى آلِهِ الحائزِينَ قَصَبَ السَّبْقِ في مضَامير مَهَرَةِ الْمُفَوَّهْينَ وَالأَبْيناءِ الْمُوْعِيْن ، لاسيّما سيِّدهم إمام البُلغاء المُخْرِسِ شَقاشِقَ الْخُطَباءِ وَالمُتكلّمين ، عَلِيٍّ أميرالمؤمنين ويعسوب المُوَحِّدِين.
وَبَعْدَ : فَبَيْنَ يَدَيْكَ أيُّها القارئُ الكريمُ هذا السِّفْرُ النفيس ، والأَثَرُ النادِرُ الْمَرْقُوْمُ بِمِزْبَرِ جِهْبِذٍ ناقِدٍ بَصِيْرٍ نِقْرِيس ؛ مِنْ رَشَحاتِ يَراعِ عَلَمِ الأَعلام المجتهدِ الكبير آية الله الإمام المُصْلحِ المُجاهِدِ السّيِّد هِبَة الدين الشهرستانيّ قُدّسَ سرُّهُ ، وَهُوَ كَسائِرِ آثارهِ الْمُمْتِعةِ الثَّمينةِ من حيث الرصانةُ وحُسْنُ الترصيف والتّنْسِيْقِ ، ذادَ فيه عَنْ حِياضِ (النهج) العَلَوي وَفَنَّدَ الشّبُهاتِ الْمُوَجَّهةَ إليه بأُسْلُوْبِهِ الرائِع وَبَيانِهِ المُعْجِزِ الْماتِع. وَقَدْ مضى على طَبعاتِهِ السابِقَةِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى نَفِدَتْ نُسَخُهُ. فكان ذلِك مِنْ دَواعي إعادة نَشْرِهِ. وكانَ الْفَضْلُ الأَوَّلُ في إحياء هذا الأَثَر النّادِر وَالرقيم الْباهِرِ للسيّد الباحِثِ الشابّ المُهَذَّبِ عَلِيّ نَجْلِ الشريف الوجيه السيّد عبد الله الغُرْيفيّ النَّجفيّ سَدَّدَهُ الله وَثبَّتَهُ على الصراط المستقيم.
وَهوَ الذي أَوْلاهُ من العِنايةِ والنَّظَرِ ما يَجِدُهُ القارئُ واضحاً جَلياً ؛ إذْ