مقدمة المؤلف :
نهج البلاغة كتاب عربي اشتهر في مملكة الأدب الأممي اشتهار الشمس في الظهيرة ؛ وهو صدف لاّلٍ (١) من الحِكَم النفيسة ضم بين دفيته ٢٤٢ خطبة ورسالة و٤٩٨ كلمة من يواقيت الحكمة وجوامع الكلم لإمام الكل في الكل (٢) أمير المؤمنين عليهالسلام وذلك المختار من لفظه الحرّ وكلماته الغرّ وما جادت به يراعته الدفاقة من لؤلؤ رطب ودرّ نضيد كما شهد به الصحافي الشهير أمين نخلة (٣) من أفاضل المسيحين مخاطباً من رجاه انتخاب (المائة) من كلمات الإمام عليهالسلام إذ قال :
(سألتني أن انتقي مائة كلمة من كلمات ابلغ العرب ـ أبي الحسن ـ تخرجها في كتاب ؛ وليس بين يدي الآن من كتب الأدب التي يرجع إليها في مثل هذا الغرض إلا طائفة قليلة منها إنجيل البلاغة (النهج) فرحت اسرح أصبعي فيه ووالله لا اعرف كيف اصطفي لك المائة من مئات بل الكلمة من كلمات إلا إذا سلخت الياقوتة عن أختها الياقوتة ،
__________________
(١) لآلٍ أصلُها : لآلئُ ثم خُفِفّتَ الهمزة ، فصارت (لآلِى) ثُمّ بعد حذف الهمزة عُوْمِلَتْ مُعاملة الآسْمِ المنقوص بحذف الياء في حالة الجرّ كما تحذف في حالة الرفع.
(٢) فيه تلميحٌ إلى قول الخليل بْنِ أحمد الفراهيديّ العالم اللغَويّ العَروُضي المشهور عِنْدَما سُئلَ من مقام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام فقالَ :استغناؤُهُ عن الكُلّ وَاحِتياجُ الكُلّ إليه دليلٌ على أنَّهُ إمامُ الكُلّ.
(٣) أمين نخلة، شاعر ، أديب، مؤرخ ، سياسي وصحفي ، ولد سنة ١٩٠١ م له كتاب المائة كلمة وكتاب الملوك والديوان الجديد وغيرها ، توفي سنة ١٩٧٦ م. وجه لبنان الأبيض : ٤٧٠.