مقدمة
قسم الشؤون الفكرية والثقافية
الحمد لله الذي أظهر من آثار سلطانه وجلال كبريائه ما حيَّر لُبّ العقول من عجائب قدرته وورع خطرات همام النفوس عن عرفان كنه صفته ، وصلى الله على رسوله الصادع بالحق والناصح للخلق والهادي إلى الرشد والأمر بالقصد ، وعلى أهل بيته أزمِّة الحق وألسنة الصدق.
لا يختلف اثنان بان الإمام أمير المؤمنين ومولى الموحدين عليهالسلام هو مشرع الفصاحة وموردها ـ بعد النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها ، وعنه أخذت قوانينها فكلامه عليهالسلام فيه مسحة من العلم الإلهي وفيه عبقة من الكلام النبوي ، لذا صار كلامه وحديثه موضع اهتمام الباحثين ورجال الفكر من كل عصر وجيل وسيبقى كذلك ما دامت العقول تكتشف منطلقات جديدة لبناء هذا الإنسان حتى يعود إلى الصورة التي أراد لها الله تعالى أن تكون.
وقد جمع الشريف المرتضى مختارات من كلام خير من أعتلى منبراً بعد الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم وصنفها إلى ثلاثة أقسام هي :
الخطب واختار ٢٤٢ خطبة.
الكتب واختار ٧٨ كتاباً منها الطويل ومنها القصير.
الحكم أو قصار الكلم واختار ٤٩٨ عبارة أو الكلمات القصار.
وقد جزم الكثير من الكتاب ومنهم الكاتب والمؤرخ الشهير عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي بأن المجموع في نهج البلاغة من الدفة إلى